الأربعاء، 10 أغسطس 2016

بيت شعر عبر العصور

                                   undefined
بسم الله الرحمن الرحيم 
عندما كنت طالبا فى كلية التربية جامعة الازهر سنة 1995 م تقريبا زارنى صديقى الاستاذ احمد موسى محمود وهو مدرس ثانوى  للغة العربية فى بلدى برديس ووقتها كان طالبا فى كلية الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة الازهر بالقاهرة وكان محبا للشعر وكاتبا له وله العديد من القصائد الشعرية .
وقص لى هذه القصة 
انه يدرس لهم فى الكلية الدكتور محمد السعدى فرهود ( رئيس جامعة الازهر سابقا ) وهو حاليا يدرس لهم فى كلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة وحكى لهم اثناء احدى المحاضرات التى يلقيها عليهم هذه القصة الطريفة .
انه فى احد مجالس الخليفة الاموى عبد الملك بن مروان كانوا يتدارسون الشعر هو ومجموعة من الشعراء الذين يحضرون مجلسه فذكروا بيت لاحد الشعراء فى ذلك العصر وهو الشاعر ( نصيب بن رباح ) 
وكان هذا الشاعر يهيم بمحبوبته والتى كانت تسمى  ( دعد ) فقال لها هذا البيت . 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت           :         فواحزنى من ذا يهيم بها بعدى 
( فعاب احد الشعراء من جلساء الخليفة عبدالملك بن مروان قول الشاعر نصيب وكان يدعى الأقيشر فقال له عبدالملك بن مروان لو كنت مكانه ماذا كنت تقول )
 فقال الأقيشر كنت أقول .
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت            :            أكفل بها من يهيم بها بعدى 
 ( فعاب ايضا عبد الملك بن مروان قول الأقيشر وقال له لقد قلت والله أسوأ مما قال فقالوا له فكيف كنت تقول يا أمير المؤمنين  ؟ )
فقال عبدالملك بن مروان لو كنت مكانه كنت اقول : 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :         فلا صلحت دعد لذى خلة بعدى
( وأثنى جميع الحاضرين فى جلسة الخليفة عبد الملك بن مروان على شعره وقالوا : والله انت اشعر الثلاثة ياأمير المؤمنين )
وهنا انهى الدكتور محمد السعدى فرهود قصته التى قصها على طلابه فى كلية الدراسات بجامعة الازهر .
واخبرهم بأنه هو ايضا اكمل البيت حيث قال الدكتور محمد السعدى فرهود مكملا البيت الشعرى للشاعر نصيب بن رباح 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :           فضم الاله لحد دعد الى لحدى 
وهنا أخبرنى صديقى الشاعر الاستاذ احمد موسى محمود بأنه هو ايضا اكمل بيت الشعر قائلا .
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت         :            تكفل طيفى أن يهيم بها بعدى 
وبعد فترة من الزمن كنت جالسا انا وأخى حسن الافندى فى مسكننا وهو عبارة عن احدى الشقق فى الحى الثامن بمدينة نصر وكان وقتها طالبا بكلية الهندسة جامعة الازهر وكان معنا اثنين من اصدقائى وزملائى فى كلية التربية  وهما الاستاذ ابراهيم فراج طربوش والاستاذ عبد الرحمن صابر الزيتوى وهما من جرجا فقصصت لهم هذه القصة فأعجبوا بها وطلبت منهم ان يحاول كل منهم ان يكمل هذا البيت الشعرى للشاعر نصيب بن رباح .
وكنت وقتها لى فى كتابة بعض ابيات الشعر فكنت  أول من اكمل هذا البيت وكذلك قلت بيت اخر بعده فقلت 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت           :        فلا أحب أن يهيم أحد بها بعدى 
 ولكن  ما لى  فى  ذلك  حيلة            :            فذلك  بيد  الله  ثم  بيد دعد  
ثم أكمل البيت  أخى المهندس حسن احمد البدوى الافندى وكذلك اكمل بيت اخر بعده فقال : 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت         :        تهيم بحبها لى ما حيت من بعدى 
وياويلتى على هذا الحب الذى         :        سيقضى عليها فلا حياة لها بعدى 
ثم اكمله الاستاذ ابراهيم فراج طربوش فقال 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :           تهيم كل القلوب بها من بعدى 
ثم اكمله الاستاذ عبد الرحمن صابر الزيتونى فقال 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :       تموت بحسرة حبها لى من بعدى 
وفى أوائل شهر فبراير 2016 كتبت هذه القصة ونشترها على النت وفى صفحات التواصل الاجتماعى ( فيس بوك ) وتم التعليق عليها واكمال البيت مرة اخرى .
 فأولا اكمله الاستاذ عبدالرحيم السيد عبد الرحيم الزيات وهو مدرس بمعهد برديس الثانوى الازهرى وحاليا معار لاحدى الدول الافريقية فعلق عن طريق الفيس قائلا :
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :         فلا حيت دعد ولا أحد بعدى
وكذلك علق الاستاذ عبدالرحيم عبدالحكيم عبداللطيف وهو أيضا مدرسا فى معهد برديس الازهرى قائلا :
ما اجمل دعد فقد فجرت الابداع على مر الزمن واكمل البيت قائلا
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :           ظلت روحى تهيم بها
فكيف لدعد بعد فراقى ترى هياما       :       وقد حجب الدمع عيناها
وهنا انتهت قصة هذا البيت الشعرى الذى قاله الشاعر نصيب بن رباح وهو من موالى عبد العزيز بن مروان والد خامس الخلفاء الراشدين الخليفة عمربن عبد العزيز و اكمله بعده  العديد من الشعراء سواء فى العصر الاموى فى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان أوفى العصر الحديث فى قاعة محضرات كلية الدراسات بجامعة الازهر وكذلك فى مسكنى فى الحى الثامن بمدينة نصر حيث كنت اسكن عندما كنت طالبا مع أخى حسن و بعض زملائى .
ثم اكمله بعد 21 سنه اخرى كلا من الاستاذين عبدالرحيم الزيات وعبدالرحيم عبد الحكيم عن طريق الفيس بوك الذى لم يكن موجودا لا قى عصر عبدالملك بن مروان ولا فى فترة دراستنا فى جامعة الازهر .
 فياترى هل اكمله احد غير هؤلاء وهل هناك احد فكر فيه غيرهم وياترى هل يوجد من سوف يكمله  بعدهم  ....... الله أعلم ؟ 
 ‏مختار احمد البدوى الافندى‏.
      ( مختار الافندى‏ )

رسالة من الشيخ المراغى لجدى الشيخ مختار الافندى


undefined   
رسالة الشيخ المراغى لجدى الشيخ مختار الافندى
بسم الله الرحمن الرحيم 
هذه رسالة من المرحوم الشيخ العالم الجليل محمد بن محمد بن حامد المراغى الجرجاوى ( 1282 _ 1361 هجرية  /  1865 _ 1942 ميلادية )  الى جدى المرحوم الشيخ مختار حسن عثمان الافندى يسأله فيها هل انتهى من دراسة اجزاء كتاب - شرح العمروسى على متن أبى الضياء سيدى خليل - ومعرفة الجزء المفقود من الاجزاء الاربعة للكتاب حتى يأتى الشيخ المراغى الى جدى فى برديس لمراجعة شرح الكتاب معه وتاريخ هذه الرسالة 2/12/1352 هجرية الموافق 17/3/1934 ميلادية و الشيخ المراغى هو من كبار مؤرخى الصعيد وله العديد من الكتب التى تزيد على ستين كتابا يوجد معى منها كتاب اضواء الطالع السعيد الجامع لاسماء نجباء الصعيد والمسمى ب ( تعطير النواحى والارجاء بذكر من اشتهر من علماء وأعيان مدينة الصعيد جرجا ) والذى يتكون من ثلاث اجزاء ذكر فيه المئات من علماء وشيوخ واعيان وامراء جرجا وتوفى الشيخ المراغى عليه رحمة الله فى بلده جرجا سنة ( 1361 هجريه / 1942 ميلاديه ) ودفن فى جرجا  .
وقام بتحقيق هذا الكتاب الدكتور احمد حسين النمكى وهو من جرجا وحاصل على دكتوراه فى التاريخ من كلية الاداب - جامعة اسيوط .
undefined
          صورة للشيخ والعالم والمؤرخ  محمد بن محمد بن حامد المراغى
                                     الجرجاوى 
وجدت هذه الرسالة بالصدفه داخل احدى الاسطوانات القديمه الخاصه بحفظ الاوراق وجدتها فوق المكتبه الخاصه بجدى الشيخ مختار حسن عثمان الافندى .
وجذبنى جدا الاسلوب الشبق الذى كتبه الشيخ المراغى رحمه الله فى رسالته والذى يدل على مدى الادب والاخلاق الفاضلة التى كان يتمتع بها ومدى تقدير العلماء لبعضهم البعض مع العلم ان جدى مختار الافندى اصغر فى السن من الشيخ المراغى بحوالى 15 سنه  وكذلك الاسلوب الادبى والبلاغى الذى كتبت به هذه  الرسالة والتى نصها                                                                     من جرجا
   فى 2/12/1352 هجريه                                                    
   حضرة الاستاذ الفاضل والهمام الكامل طراز المجد والافتخار سيدى
   الامجد الشيخ مختار بلغه الله من المقاصد ما يحب ويختار     امين 
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته                                          
   اما  بعد  تقديم  و اجب   الاحترام  اسبغ  عليكم   فيض  فضله  العام
    فلعلك انت وجميع الاسرة كما تحبون بل فوق ما يرون لكم المحبون 
                       سيدى الاستاذ                
 ارجو ان تكون قد علمت  الاجزاء  الموجودة  من شرح  العمروسى على
 متن إبى الضياء سيدى خليل وعرفت الجزء المفقود من الاجزاء الاربعة
 واذاً  فأملى  افادة  ابن  اخى السيد  دردير بهذا وهو يفيدنى بخطاب لاجل
 اتشرف  بحضورى  ببرديس  واراجع  الغرض من  ذلك الشرح  والرجاء
 ان  لا  تواخذنى و لكم مزيد الافضال على كل حال  وسلامى لجميع الاسرة
 الكريمة   و كل  من عندنا  يقبل  الكرام   و فى  الختام  اقبل  فائق  مزيد
  الاحترام  من كاتبه المحب المخلص                                               
         محمد محمد المراغى امام وخطيب            
                   مسجد الامير على بك                      
                            الفقارى                              
                             بجرجا                               

وجدى الشيخ مختار حسن عثمان الافندى رحمه الله حفيد عثمان أفندى حسين على  الديوركلى (1)    اما جده من ناحية والدته فهو حسن باشا ذهنى شغل فى جرجا عدة وظائف الى أن أصبح مديرا لمدرية جرجا سنة ( 1886 م  - الى 1889 م ) .
وكان جدى مختار رحمه الله  احد علماء برديس حيث أنه بعد أن حفظ القرأن الكريم فى بلدته برديس رحل الى الجامع الازهر فى القاهرة ليكمل دراسته هناك ومكث فى الازهر يدرس حوالى ست سنوات وقبل أن يحصل على درجة العالميه من الازهر الشريف ترك الدراسه فى الازهر وعاد الى بلده برديس وذلك لظروف عائلية ولكنه لم يترك الدراسه والعلم واستمر فى القراءة والاطلاع ودراسة جميع العلوم الشرعيه بنفسه فقد ترك لنا جدى الشيخ مختار مجموعة كبيرة من الكتب الدينيه فى جميع اقسام العلوم الشرعيه وما زالت موجوده حتى الان فى مكتبته الخاصه به .
ولم يكتفى جدى بتثقيف نفسه بنفسه فقط بل كان يتدارس العلوم المختلفه مع من يعرفهم من العلماء المحيطين به وهذه الرساله دليل على ذلك حيث ان العلماء كانوا يأتوا اليه فى برديس لتدارس العلم معه وهذا دليل على مدى العلم الذى وصل اليه جدى الشيخ مختار الافندى رحمة الله عليه .
وتزوج جدى من عائلة شريفة بجرجا اسوة  بجده المرحوم عثمان افندى الديوركلى وهى عائلة القطان بجرجا (2) حيث تزوج كريمة المرحوم احمد عبدالمنعم عبد الرحمن القطان وحفيدة المرحوم عبدالمنعم عبدالرحمن القطان(3)  والذى كان قاضيا شرعيا فى محكمة برديس الشرعية  فى القرن التاسع عشر كما اخبرتنى جدتى (عليها رحمة الله )  بذلك وكذلك  وجدت عقد شراء ارض خاص بجدى عثمان افندى الديوركلى مثبت فيه ان قاضى محكمة برديس الشرعية هو عبد المنعم عبدالرحمن القطان الجرجاوى  حرر هذا العقد فى يوم الاربعاء 29 من رمضان سنة 1282 هجرية الموافق 14/2/1866 ميلادية  .

undefined
والدى الشيخ احمد البدوى الافندى ( الشيخ بدوى الافندى ) ( 1945 م - 2009 م )
وانجب جدى مختار الافندى اربع بنات وولد واحد وهو والدى الشيخ احمد البدوى مختار الافندى وشهرته  (الشيخ بدوى الافندى ) ( 1945 م - 2009 م ) ميلادية وكان والدى رحمه الله يسير على منهج والده الشيخ مختار من الورع والعلم والتقوى .
ولقد اخبرنا الكثير ممن عاصروا جدى مختار الافندى انه كان من اهل العلم والتقوى المشهود لهم فى برديس واستمر جدى عاكفا على العلم والعباده الى ان توفاه الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة 19/7/1946 الموافق 20 من شعبان  سنة 1365 هجرية  فى بلده برديس مركز البلينا محافظة سوهاج ودفن بها . 
رحم الله سبحانه وتعالى جدى مختار الافندى ووالدى الشيخ بدوى الافندى وجميع موتى المسلمين اجمعين .
 ‏مختار احمد البدوى الافندى‏.
( مختار الافندى )
______________________________________
(1) راجع المقال السابق بعنوان عائلة الافندى ..... احفاد عثمان افندى الديوركلى .
(2) عائلة القطان بجرجا من الاسر العريقة بجرجا ومن اشراف جرجا ولكنها انقرضت الان وهاجر اغلبهم الى القاهرة ولم يتبقى منهم فى جرجا غير الاستاذ سميح القطان ابن اخو جدتى عليها رحمة الله .
(3) راجع ايضا كتاب  تعطير النواحى والارجاء بذكر من اشتهر من علماء وأعيان مدينة الصعيد جرجا  للشيخ المراغى  حرف العين .

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

عصا احمد راشد الافندى التى انتقلت الى السادات

undefined
صورة ارشيفية من النت
بسم الله الرحمن الرحيم
حكى لى ابن عم والدى و زوج خالتى  المرحوم حسين نبيل ابراهيم الأفندى ( رئيس مدينة جرجا سابقا ) انه فى اواخر السبعينيات كان رئيسا لمدينة دار السلام ( اولاد طوق شرق ) محافظة سوهاج وهى بلد وزير الثقافة السابق محمد عبد الحميد رضوان وفى ذلك الوقت كان المرحوم محمد عبد الحميد رضوان نائبا فى مجلس الشعب عن دائرة دار السلام شرق ووكيلا لمجلس الشعب ولم يكن بعد قد تقلد منصب وزير الثقافة وكان صديقا لعمى حسين نبيل  .
وفى ذلك الوقت قابل عمى حسين نبيل خالى المرحوم امين محمد حافظ الافندى واثناء هذه المقابلة وجد عمى حسين نبيل مع خالى امين الافندى عصا جميلة مصنوعة من خشب الابنوس ولها يد من العاج ومصنوعة بطريقة جميله مما جعلها تحفة فنيه رائعة فاعجب بها عمى حسين وقال له من أين اتيت بهذه العصا الجميلة فقال له خالى امين عندما توفى ابن عم والدى وزوج عمتى  المرحوم احمد راشد الافندى وجدت هذه العصا فى مقتنياته فهو كان محبا للعصى فأخذتها فقال له عمى حسين انها عصا جميله فعلا وقيمه وعندما اعجب بها عمى حسين اقسم عليه خالى امين ان يتقبلها هدية منه والح عليه فقبلها عمى حسين .
وبعد فترة من الزمن تقابل عمى حسين نبيل  بالوزير محمد عبد الحميد رضوان  وكانت معه عصا احمد راشد الافندى التى أخذها من خالى امين الافندى فأعجب بها الوزير محمد عبد الحميد رضوان فأقسم عليه عمى حسين ان يقبلها هدية منه والح عليه فقبلها منه .
وبعد فترة من الزمن تقابل عمى  حسين نبيل الافندى مع الوزير محمد عبدالحميد رضوان  مرة أخرى فقال له هل تتذكر العصا التى اعطيتها لى هديه منذ فترة قال له نعم ما بها قال له لقد كنت فى مقابلة مع الرئيس محمد انور السادات فأعجب بها فأقسمت عليه ان يقبلها هدية  والحيت عليه فقبلها هدية منى .
وهكذا نجد ان عصا المرحوم  احمد راشد الافندى  بعد وفاته انتقلت الى خالى المرحوم امين محمد حافظ الافندى ومنه الى عمى المرحوم حسين نبيل الافندى  رئيس مدينة دار السلام شرق فى ذلك الوقت ومنه الى المرحوم الوزير محمد عبدالحميد رضوان وزيرالثقافة الاسبق ومنه الى يد المرحوم الزعيم الراحل الرئيس محمد انور السادات .
فياترى اين هى هذه العصا الان هل اهداها الرئيس السادات لشخص اخر رئيس دوله اخر كان يزور مصر وقتها او انها موجوده فى احد المتاحف ضمن مقتنيات الرئيس الراحل محمد انور السادات او انها موجوده مع اسرته ضمن مقتنياته الشخصيه او انها فقدت وذهبت الى المجهول ......الله اعلم ؟
مختار احمد البدوى الافندى